أنا مش جاي النهاردة أكلمكم عن الأسباب الفنية لاكتساح الأهلي بالتلاته لفريق اتحاد جده السعودي في بطولة كأس العالم للأندية .. ولا علي التفوق الفني والأداء الرائع اللي قدمه لاعيبة الأهلي .. ولا علي تألق الشناوي ولا براعة معلول ولا «حرفنة» حسين الشحات وإمام عاشور.
أنا مش جاي أتكلم عن الآراء الفنية والتحليلات اللي صدعتنا قبل المباراة .. واللي كانت بتقول إن نسبة فوز اتحاد جدة علي الأهلي من 70 إلي 30 .. ولا كمان عايز أتكلم عن «التحفيل» اللي سبق المباراة والمقارنه بين الطعمية المصرية اللي كسبت الكبسة السعودية!
أنا جاي أتكلم معاكم عن سر الفرحة الكبيرة اللي عاشها الشعب المصري كله والجماهير بكافة ألوانها وانتماءاتها سواء أهلاوي أو زملكاوي أو اسمعلاوي أو اسكندراني .. والتعاطف والالتفاف الشعبي الكبير حوالين فريق الأهلي في هذه المباراة.
بالتاكيد فرحة الفوز الكاسح كان لها طعم مختلف .. والالتفاف والمؤازرة كانت من قلب كل مصري .. إحنا كده كمصريين بتتوحد مشاعرنا في المواقف الوطنية.
والأهلي في مباراته مع اتحاد جده السعودي كان في مهمة وطنية .. مكنتش مجرد مباراة تؤهل الفائز بيها للدور قبل النهائي لكأس العالم للأندية .. كانت أكبر من كده بكتير .. عارفين ليه ؟
علشان المباراة دي كانت مباراة كرامة .. دفاع عن تاريخ، قال فيها أبطال الأهلي كلمتهم وقدموا درس عملي في الملعب أكدوا فيه إن الفلوس وحدها لا تحقق الانتصارات ولا تصنع التاريخ .. وإن الولاء والانتماء لايباع أو يشتري.
الأهلي وصل الرسالة اللي أكد فيها إن مصر كانت وستظل هي الرائدة في هذه المنطقة ثقافيا وفنيا ورياضيا شاء من شاء وأبي من أبى!
ومع كل التقدير والاحترام لكل الشعوب العربية الشقيقة .. وكل التقدير والاحترام ايضا لنادى اتحاد جده السعودي اللي رصد ملايين كتيرة علشان يجيب صفقات عالمية وأسماء هي الأكثر شهرة في عالم كرة القدم .. ولكنها لم تنجح أمام روح وانتماء لاعبي الأهلي.
الأهلي لعب المباراة وهو مش في أحسن حالاته الفنية وكلنا عارفين كده .. لكن اللي حصل إن لعيبة الأهلي رموا ورا ضهرهم كل ده وكشفوا عن معدنهم الأصيل .. لأنهم كانوا بيدافعوا عن اسم مصر .. كانوا عارفين إنهم في المباراة دي بيمثلوا أكثر من 100 مليون مصري.
ويمكن توقيت المباراة وكل الظروف المحيطة بينا الآن هو اللي خلانا كلنا نقف ورا فريق الأهلي في موقعة الكرامه والدفاع عن تاريخنا .. ونفرح الفرحة الكبيرة دي.
حفظ الله مصر .. وحفظ شعبها الحر الأصيل
دمتم في رعاية الله وحفظه